لا نعرف تماماً تاريخ استشهاد القديسة بربارة و لا مكان استشهادها، بعض المصادر يجعل ذلك مصر أو روما أو توسكانا ( ايطاليا) أو آسيا الصغرى أو سواها ، وفي تاريخ يتراوح بين العامين 235 و 313 م . أما عند الروم الأرثوذكس فهي من بعلبك
والرواية التي تتناقلها الأجيال عنها تفيد بأنها كانت ابنة رجل وثني متعصب ذي ثروة ومجد وجاه ، اسمه ديوسقوروس . وإذ كانت بربارة جميلة الطلعة فقد غار عليها أبوها من العيون، فأ قفل عليها في قصره وجعل لها كل ما تحتاج إليه وما يسليها. وإذ كان الله قد اصطفاها، كما تقول خدمتنا الليتورجية اليوم ( قطعة على الأينوس ) ، فقد تحرك قلبها إلى التأمل في الخليقة إلى أن بلغت الخالق وأدركت خواء الأصنام وضلال عبادتها.
وبتدبير من الله التقت بربارة من بشّرها بالمسيح فآمنت به ونذرت له بتولية نفسها لكي لا تلهو عنه بعريس أرضي أو تفرض عليها الوثنية فرضا تحت ستر الزواج . فلما أكتشف أبوها أنها صارت مسيحية جن جنونه وأسلمها إلى مرقيانوس الحاكم .
حاول مرقيا نوس . باللطف أولاً أن يستعيد بربارة إلى الوثنية فخاب قصده.
وإذ تهددها وتوعدها ولم تتزحزح عن رأيها. فأسلمها إلى عذابات مرة ، جلدا وتمزيقا بالحديد وسجنا فلم يلق غير الفشل نصيبا . إذ ذاك أسلمها إلى الموت. وفد أبى والدها ، بعدما امتلأ حماقة وغيظا ، ألا أن يكون هو نفسه جلادها ، فقطع رأسها بالسيف .
وقد ارتبط باسم الشهيدة بربارة ، اسم شهيدة أخرى هي اليانا ( يولياني ) .
هذه لما تأملت في الميدان الرهيب الشهيدة المجيدة بربارة مجاهدة بالجلد والتعذيبات المتنوعة وقد تقطع جسدها بجملته. تحرك قلبها، وكانت وثنية، فتقدمت واعترفت بأنها هي أيضا للمسيح فقبض عليها الجنود وعذبوها حتى الموت فحظيت بإكليل الشهادة.
هذا وللقديسة بربارة إكرام مميز في الشرق والغرب معا. الكل يعيد لها اليوم. وقد شاع إكرامها منذ القرن الثامن أو التاسع للميلاد بعدما بانت سيرتها، كما نألفها اليوم، في القرن السابع.