منتدى البابا كيرلس ومارمينا يرحب بكم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى البابا كيرلس ومارمينا يرحب بكم

كن مطمئنا جدا جدا ولا تفكر فى الامر كثيرا بل دع الامر لمن بيده الامر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تميز المسيحية...

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
pink

pink


عدد الرسائل : 79
تاريخ التسجيل : 17/08/2007

تميز المسيحية... Empty
مُساهمةموضوع: تميز المسيحية...   تميز المسيحية... Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 19, 2007 2:06 pm

الذي يميز المسيحية عن غيرها من الأديان والمذاهب



لا توجد أية تعاليم يمكن مقارنتها بتعاليم المسيحية ، فسموها يتفق مع طبيعة الإله الواحد الحي . فهي تحض على مسامحة المسيْ ومحبة الأعداء بلا قيد أو شرط ، يقول السيد المسيح : " أحبوا أعدائكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلى مبغضيكم ، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات " . فالمسيحية لا تهدد ولا تتوعد وليس فيها حقد أو بغض في الله لأن الله محبة ، وهو لا يأمر إلا بالخير ولا يعطي إلا الخير " كل عطية صالحة وكل موهبة تامة هي من فوق نازلة من عند أبي الأنوار الذي ليس عنده تغيير ولا ظل دوران " ( يعقوب 1 : 17 ) .

فالمسيحية تقدم أيضا" أسمى صورة عن الله القدوس الصالح المحب ، وتنفي عنه كل المفاهيم المشوهة المنفرة المخيفة . ويستطيع المؤمن أن يقترب إلى الله ويعرفه أكثر من خلال السيد المسيح حيث أنه يقول : " قال له يسوع أنا معكم زمانا" هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس . الذي رآني فقد رأى الآب فكيف تقول أنت أرنا الآب . ألست تؤمن أني أنا في الآب ولآب فيّ . الكلام الذي أكلمكم به لست أتكلم به من نفسي لكن الآب الحال فيّ هو يعمل الأعمال " ( يوحنا 14 : 9 و 10 ) . لقد جاء الله إلينا في المسيح " والكلمة صار جسدا" وحل بيننا … " ( يوحنا 1 : 14 ) . وهكذا فإن الله لا يعود إلها" متباعدا" متخفيا" ، لكننا صرنا نعرفه كإله يحبنا مستعدا" للتضحية بكل شيْ من أجلنا " لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به ، بل تكون له الحياة الأبدية " ( يوحنا 3 : 16 ) .

وعلاقة الله بالمؤمنين بالمسيح مميزة ، فهي علاقة أبوة ومحبة . فالله هو الآب الحنون الذي يحب أولاده ويتعهدهم بالرعاية والحماية والاهتمام ، ويقوم بتسديد حاجاتهم وهم يبادلونه الحب ويقدمون له كل الإجلال والاحترام والتقديس . ومحبة الله ترفع من مستوى الناس فتجعلهم أولادا" له ، لا مجرد عبيد لا كيان لهم ولا أهمية لوجودهم ، علم يسوع تلاميذه أن يصلوا قائلين " أبانا " ويقول أيضا" لتلاميذه " لا أعود أسميكم عبيدا" … لكنني سميتكم أحباء … " ( يوحنا 15 : 15 ) .فلا عجب أن تخلو المسيحية من الأحكام الشرعية والقوانين والأنظمة ، فالقوانين والأحكام والعقوبات توضع من أجل العبيد والمجرمين ، لا من أجل الأبناء وأفراد العائلة الواحدة.

وتحترم المسيحية الإنسان احتراما" مطلقا" بغض النظر عن تفصيلات خلفيته ، لأن الله خلقه على صورته كشبهه ، أي كائنا" روحيا" يتمتع بالحس الأخلاقي والأدبي . فالمسيحية تساوي بين الجميع فلا تفضل شخصاً على آخر أو أمة على أخرى أو طبقة على غيرها . فهي مستعدة لتجاوز كل الحواجز والعداوات التي يخلقها البشر . وتتعامل المسيحية مع أساس مشكلة الإنسان المتمثلة في ميوله ورغباته وتترجم نفسها إلى أعمال وتصرفات شريرة ، فالمشكلة تكمن في القلب والفكر حيث يتم تفريخ بذور الخطية والشر ، فالخطية تتم فعلاً في القلب والفكر قبل أن تظهر عملاً وممارسة في حيز الوجود المرئي . ولهذا تعمد المسيحية إلى معالجة جذور الخطية في مكامنها يقول السيد المسيح : " قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تقتل . ومن قتل يكون مستوجب الحكم . وأما أنا فاقول لكم إن كل من يغضب على أخيه باطلاً يكون مستوجب الحكم . ومن قال لأخيه رقا يكون مستوجب المجمع . ومن قال يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم " ( متى 5 : 21 و 22 ) . ويقول " قد سمعتم انه قيل للقدماء لا تزن . وأما أنا فاقول لكم إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه . فان كانت عينك اليمنى تعثرك فاقلعها وألقها عنك … " ( متى 5 : 27 – 29 ) . كما تقول كلمة الله " كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس … " ( 1 يوحنا 3 : 15 ) . فالغضب بذرة القتل ، والاشتهاء بمثابة الزنى ويقتضيان نفس الحكم .

ولأن الوصايا وحدها لا تغير أحداً ولا تبدل من طبيعته الأصلية الميالة للخطية ، فقد قدمت المسيحية حلاً خارجياً . فالإنسان يحتاج إلى قوة خارجة عن ذاته لتستبدل ضعفه قوة ، وموته حياة . ونحن نتحدث هنا عن عمل روح الله في حياة كل شخص يخطو خطوة الإيمان بالمسيح ، فروح الله القدوس يأتي ويسكنه ويعطيه طبيعة روحية جديدة متوافقة مع طبيعة الله ، وينشىء فيه رغبات وأشواقاً مقدسة لإرضاء الله ، وكلما زاد المؤمن استسلاماً لعمل روح الله داخله وطاعة له ، ازداد نمواً ونضجاً ونجاحاً في السلوك حسب مرضاته فيحب ما يحبه الله ويبغض ما يبغضه . وعلى الإنسان المؤمن أن يغذي هذه الطبيعة الجديدة ويقويها بما تحتاجه من طعام روحي لضمان فاعليتها ، ويسمي الكتاب المقدس هذا الإنسان المؤمن خليقة جديدة . وهكذا فإن المسيحية تقدم للإنسان هوية جديدة وطبيعة جديدة " إذاً إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة ، الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا" . فالمسألة أكثر من مجرد الدعوة إلى تحسين الأخلاق أو إبراز المظاهر الأدبية التي يصطنعها الإنسان عبثاً ليكون مقبول لدى الله ، فالميت يحتاج إلى عملية إحياء لا إلى مساحيق تجمل وجهه . أما الخليقة الجديدة ، فهي التي تنتج الأخلاق الصحيحة ذات البعدين الروحي والاجتماعي .

والمسيحية دين النعمة لا دين الناموس ، فهي تعتمد على دور الله وعمله وقوته في خلاص الإنسان لا على ما يمكن أن يسهم به الإنسان في هذا المجال ، لهذا فهي تعزو الفضل وتقدم المجد لله لأن كل شيْ به وله . تقول كلمة الله : " لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم هو عطية الله ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد " ( أفسس 2 : 8 و 9 ) . فالمؤمن لا يسعى إلى اكتساب أو صنع صلاح أو بر شخصي للوصول إلى درجة القبول لدى الله ، لكنه يضع كل خطاياه ودينونته على صليب المسيح ويقبل بر المسيح الممنوح له مجاناً ، فينال رضى الله وهو ما لا يمكن أن يحققه بجهوده الشخصية . ليس المؤمن تحت عبودية نواميس ووصايا وشرائع لا فكاك له من طاعتها ، ولكنه يسمح للمسيح الذي حرره من الناموس أن يعيش حياته المقدسة الغنية الفياضة من خلاله .

والمسيحية دين اليقين ، إذ تؤكد كلمة الله أن من يضع إيمانه وثقته في المسيح للخلاص ينال الحياة الأبدية . وتقول كلمة الله : " الذي يؤمن به لا يدان ، والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد " ( يوحنا 3 : 18 ) . وتقول أيضا" " من له الابن فله الحياة ، ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة " ( 1 يوحنا 5 : 12 ) . فالمؤمن على يقين بأنه لن يهلك وأن له حياة أبدية بفضل ما عمله المسيح من أجله على الصليب ، وهو لهذا لا يرتعد خوفا" من مصيره بعد الموت ، لأن كل شيْ واضح منذ الآن وأساس الدينونة واضح ، ولم يفاجئه الله يوم الحساب بمقاييس أو أسس خفية سيحاسبه على أساسها ، والرائع في الأمر أن الله يريدنا أن نختبر هذه الثقة وهذا السلام " لا خوف في المحبة ، بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج ، لأن الخوف له عذاب ، وأما من خاف فلم يتكمل في المحبة " ( 1 يوحنا 4 : 18 ) . وما دام المؤمن أبناً لله فكيف يمكن أن يرسله إلى الجحيم ؟ . يقول الرب يسوع المسيح : " فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة ، فكم بالحري أبوكم الذي في السموات يهب خيرات للذين يسألونه " ( متى 7 : 11 ) وكم هو محزن أن يضع إنسان ثقته في عقيدة يظل يتبعها طوال عمره دون أن يدري على وجه اليقين مصيره بعد الموت .

وتتميز المسيحية بمطالبها البسيطة التي هي في متناول الجميع ، وتتمثل في الإيمان بالسيد المسيح مخلصاً ورباً ، وهذا يعني الاعتماد عليه كمخلص من دينونة الله على أساس موته على الصليب والحصول على الحياة الأبدية . وهذا الأمر في متناول الجميع كباراً وصغاراً ، فقراء و أغنياء ، فلاسفة وبسطاء . فليست هناك طقوس وشروط وتحفظات .

ومن أعظم ما يميز المسيحية الكتاب المقدس ، كلمة الله الموحى بها مصدر الأيمان الوحيد وركيزته . وهو كتاب كامل متكامل ، منسجم ومتوافق مع نفسه . ويقدم للإنسان كل ما يحتاجه للحياة " كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر ، لكي يكون إنسان الله كاملا" متأهبا" لكل عمل صالح " وهو يقدم صورة واضحة عن مقاصد الله للإنسان وكل خليقة الله ، وعمل الله منذ الخليقة وعبر التاريخ لتحقيق هذه المقاصد . ونجد أن كل أعمال الله في التاريخ ومعاملاته مع الإنسان تتجه إلى افتداء الإنسان من عبوديته للخطايا . فمع أن الله يتمتع بكامل السيادة كرب ، إلا أن أعماله وتدخلاته في حياة البشر ليست عشوائية أو فوضوية فكلها تصب في الفداء .

لقد صمد الكتاب المقدس أمام كل أنواع التشكيك والتمحيص العلمي الدقيق ، وبقي صخرة شماء أمام كل أعاصير النقد الحاقدة . وهو كتاب غني يقدم الجديد دائماً ويمكنك قراءته للمرة الألف فتجد فيه جديداً ، وتأخذ أسراره تنكشف أمام عينيك وتعينك في حاجتك وذلك عن طريق ما نتعلمه من تجارب الذين سبقونا على درب الإيمان ومن معاملات الله معهم .

والإيمان لا يتم بمجرد الاقتناع بصحة الحقائق التي يتحدث عنها الكتاب المقدس ، فلا بد أن يكون هناك تدخل إلهي في حياة الفرد فيجذبه إلى شخص المسيح ، ويعطيه بصيرة لفهم كلمة الله ويشرح قلبه لقبولها . وهذا هو عمل روح الله ، لهذا لا يمكن إقناع أحد أن يصبح مسيحياً لأنه لا يمكن لأحد مهما كان عمله واطلاعه وذكاؤه أن يحدث في قلبه إيماناً . وغني عن القول إنه لا قيمة لإيمان شخص يُكره على الإيمان أو يُشترى من أجل تغيير قناعاته الدينية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تميز المسيحية...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى البابا كيرلس ومارمينا يرحب بكم :: منتدى سر الرجاء :: أسئلة ومواضيع عقائدية و طقسية-
انتقل الى: