منتدى البابا كيرلس ومارمينا يرحب بكم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى البابا كيرلس ومارمينا يرحب بكم

كن مطمئنا جدا جدا ولا تفكر فى الامر كثيرا بل دع الامر لمن بيده الامر
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 يوسف المتألم وتعويض الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
pink

pink


عدد الرسائل : 79
تاريخ التسجيل : 17/08/2007

يوسف المتألم وتعويض الله Empty
مُساهمةموضوع: يوسف المتألم وتعويض الله   يوسف المتألم وتعويض الله Icon_minitimeالخميس أكتوبر 18, 2007 1:42 pm

يوسف المتألم
أنتم قصدتم لي شراً أما الله فقصد به خيرا (تك50: 20)
قصة يوسف أكثر قصص الكتاب إثارة وتشويقاً، وأعتقد أن سر الإثارة فيها يكمن في أمرين:

أولاً: نُصرة الشر في البداية وهزيمته في النهاية: فلو تخيلنا القصة من خمسة فصول، سنرى أن الأربعة منها كانت تنتهي نهاية مأساوية بنُصرة الشر على الخير. فيوسف بين محبة أبيه وبُغضة إخوته، تنتصر البغضة على المحبة. ويوسف بين شراسة يهوذا وطيبة رأوبين، تنتصر الشراسة على الطيبة. ويوسف بين ثقة فوطيفار وكذب زوجته، ينتصر الكذب على الثقة. ويوسف بين معروفه مع الساقي وأنانية الساقي، تنتصر الأنانية على المعروف. فمن فصل إلى فصل تزداد دهشتنا كيف أن الشر ينتصر هكذا. وما يزيد الدهشة والإثارة أنه مع نُصرة الشر وازدياد الآلام، كان يوسف يزداد روعة وصلاحاً، فيزداد غموض القصة إذ لا نجد في حياة يوسف ما يبرر نُصرة الشر هذه. لكن العجيب أن هذه الشرور عينها التي حققت هذه الانتصارات الضخمة، هي نفسها باجتماعها وتفاعلها معاً اخرجت أعظم خير ليوسف! فالمعادلة لم تكن هكذا:

محبة + طيبة + ثقة + معروف = عرش

لكن المعادلة سارت بالشكل الآتي:

بغضة + شراسة + كذب + أنانية = عرش

فكيف حدث هذا؟! .. الإجابة في الأمر الثاني:

ثانياً: سلطان الله دون استعلانه. ما يجعل القصة أكثر إثارة، هو أنه بينما نرى الله يكثر من لقاءاته مع يعقوب؛ سواء المباشرة أو غير المباشرة من خلال الملائكة؛ لا نجد له أي لقاء مع يوسف، فلا كلمة تشجع ولا ملاك يحمي ولا ظهور يطمئن، كما كان يفعل مع الآباء السابقين. وكأن الله لا يسمع ولا يرى ما يحدث له؛ لماذا لم يظهر لإخوته مُحذراً كما فعل مع أبيمالك بخصوص إبراهيم، وكما فعل مع لابان بخصوص يعقوب؟ ولماذا لم يعامله حتى كلوط ويرسل ملاكاً ينقذه من البئر؟ لكن في النهاية نكتشف أنه لم يكن بعيداً البتة عن عبده، ولم تكن الأحداث أبداً تجري من وراء ظهره، فهو وإن ترك الشرير يمرح فإنما ليسخر من شره في النهاية مُظهراً سلطانه في إخراج الخير لعبده من ذات الشرور التي قصدوها له، وليجعل عبده يُغنى في النهاية « أنتم قصدتم لي شراً أما الله فقصد به خيرا ».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
يوسف المتألم وتعويض الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» يوسف الجزء الثالث
» أين الله
» خفت من الفأر ولم أخف من الله؟!
» يوسف الجز الثاني
» عظمة الاساءة والرجاء فى حياة يوسف

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى البابا كيرلس ومارمينا يرحب بكم :: قصص وتأمـــــلات :: قصص وتأمـــــلات-
انتقل الى: