امير3000
عدد الرسائل : 623 تاريخ التسجيل : 28/09/2007
| موضوع: كلام فى المحول !!!! الإثنين أكتوبر 08, 2007 3:53 pm | |
| أتذكر عندما كنت أسير مع والدتى فى الشارع وأنا طفل صغير .... وكنا نرى من بعيد شخص يسير ويضحك أو يتكلم .... كانت والدتى تجذبنى بعنف من يدى حتى يكاد كتفى ينخلع - ةتقول لى " ده راجل تعبان ربنا يشفيه وتلاقيه وهو صغير كان ولد وحش ما بيسمعش الكلام !!.. وكنت وقتها أتأثر جداً من هذا المشهد وأرثى لحال الرجل وأتمنى ألا أرى أحداً على هذا الحال ابداً. أما الآن فمن المألوف أن ترى شخصاً يجلس فى سيارته ويضحك بملء فمه - دون أن يكون معه ركاب - بالرغم من أنه لا يوجد شئ يدعو للضحك فى أشارة المرور الممله .... بينما رجل أخر يسير فى الشارع بمفرده ويلوح بيديه ويصرخ بين الحين والآخر وكأنه يتشاجر مع شخص خفى أو كما يقال بيتخانق مع خياله ..!! أما إذا تصادف الآن وكنت اسير مع والدتى ورأينا هذا المشهد فهى تمصمص شفتيها ذات اليمين وذات اليسار .. ثم تقول عقبال أمالتك ياابنى لما أسوفك كده طول بعرض وملو هدومك وماسك موبيل !! فكا هو واضح فأن من يضحك بمفرده أو ذلك الذى يتشاجر مع الذباب الذى يحوم حول وجهه .... أشخاص عاقلون وكاملوا الاهليه ولكنهم ببساطه يتحدثون فى تليفون محمول عبر ميكرفون صغير متصل بسلك رفيع ..!! وبالطبع فأن المكالمات فى المحول - الذى اصبح أحد سمات هذا العصر - أشكال والوان - فمئلاً هناك من بزوجته وهو يهم بدخول منزله حتى تبدأ فى تسخين الشوربه .... أما صديقتنا سوسو فإذا ارات أن تركب التاكسى أو تطوئن على " كرستين ديور " لم يعدل فى خطوط الموضه وهل تم اضافة فتحة إضافيه الى الجونله القصيره أم لا ؟! وما هى أخر صيحه فى تسريحات الشعر ، هل هى المجعد أم البوكلت أم ذيل الحصان أم أ1ن النعزه ؟! وبالطبع لتحصل على اجابه لكل هذه التساؤلات الحيويه فهى تسارع بإخراج الموبيل" الوشيه" من حقيبتها للاتصال بصديقتها" فيفى " !! وكل هذا ناهيك عن طنط "عدلات " فأثناء جلسات النميمه المعتاده فى النادى لماقشة احدث وصفات لعمل الرجيمباستخدام خليط الشيح والجرجير والحلبه الحصى .... لابد أن نستخدم المحمول لنطمئن من داده أم سحلول ان كلبها المصون قد أخذ حمام الصباح وأن مزاج جنابه لم يتعكر من الشامبو الجديد الذى أحضرته خصيصاً من بلاد بره ..!! أما الذى لا يملك المحمول - زى حلاتى - ويريد أن يركب الموجه ويعيش الدور فيمكن أن يشترى جهاز راديو على شكل موبيل ويدير حديثاً وهمياً مع مذيع اذاعة الشرق الاوسط أو البرنامج العام . إن هذه النماذج فى الاستخدلم الشئ للإختراع العجيب المسمى بالمحمول وبالطبع فإن البعض لن يعجبه هذا الرأى وسيتهمونى باجهل والتخلف وعدم مواكبة التكنولوجيا الحديثه وثورة الاتصالات العمولمه .... وغير ذلك من مصطلحات رنانه ولكن المهم أنه عندما مرت بذهنى هذه المشاهد التى تراها كل يومكيف يتهافت الناس على الاتصال ببعضهم ولو لاتفه الاسباب تزكرت ترنيمةأطفال سمعتها منذ فتره كان مطلعها يقوول " بينى وبين بابا يسوع تليفون ولاسلكى ".... وبالرغم من كلمات هذه الترنيمهتفتقد الكثير من الوقار الذى يليق بالترانيم الروحيه ، ألا أن لها معنى رائع .... وهو الاتصال الدائم الذى يجب أن يكون بيننا وبين الله . فهل نحن حريصون على الصلة المستمرة ، كما نحرص على الاتصال بأقربائنا وأصدقائنا بمناسبة وبدون مناسبة .... وإن كنا نفتقد احياناً لوقفات الصلاة الطويله فهل نتذكر الصلوات السهميه السريعة الاستجابه مثل " ياربى يسوع المسيح إرحمنى ، يارب يسوع المسيح أعنى .... والتى يمكن أن نرددها فى كل مكان وفى كل وقت وتصل بسرعه- كما هو واضح من اسمها إلى الله ولا تحتاج إلى جهاز موبيل أو شبكة كليك أو كارت آلو . __________________ عندما يمتلئ القلب بالسلام الداخلى رغم شدة العواصف ثق أن الله يبتسم لك | |
|